نحن فلاحو/ات العالم من مختلف الشعوب الريفية، ومجتمعات الشعوب الأصلية والمهاجرين، النساء والأطفال في المناطق الريفية، وصيادو الأسماك، والرعاة، وجميع صغار منتجي/ات الغذاء، نتحد مرة أخرى لتكثيف نضالنا من أجل السيادة الغذائية لشعوبنا.
يستيقظ العالم كل يوم على أخبار تدهور بيئي متفاقم في مختلف المناطق، بينما تواصل نخب الشركات الاستفادة من الأزمات التي أنتجتها. وتتعرض الحياة لتهديد مستمر، وتَحرم العديد من السياسات الناس من الحقوق الأساسية مثل الرعاية الصحية والسكن والغذاء، بالإضافة إلى الحقوق الجماعية والفلاحية، وقد أدى ذلك إلى تدهور العدالة الاجتماعية واحتكار الخيرات المشتركة.
يواجه الفلاحون/ات في العالم، إلى جانب الفئات السكانية الهشة الأخرى، سلبًا مستمرًا لسبل عيشهم ووسائل بقائهم على قيد الحياة. ولايزال استمرار الحروب والاحتلال العسكري يدمر التنوع البيولوجي والسيادة الغذائية، بينما يُزرع الرعب وتسقط الأرواح في مناطق مختلفة مثل فلسطين ولبنان والسودان واليمن وهايتي. يؤدي تجريم وقمع النضال من أجل الأرض إلى إزهاق أرواح المدافعين عن حقوق الإنسان، كما رأينا في بلدان مثل هندوراس والفلبين وكولومبيا والبرازيل مثلا.
ينتج عن الاحتباس الحراري، الناجم أساسًا عن الصناعة الزراعية والاستخراجية والتعدين، تفاقم هذه الأزمات وتعريض حق شعوبنا في الغذاء للخطر. يكافح أكثر من ملياري شخص – أي ما يقارب ثلث سكان العالم – للحصول على الغذاء الكافي بانتظام. ويؤثر الجوع وانعدام الأمن الغذائي الحاد الآن على 864 مليون شخص، لا سيما الأطفال والنساء. يمثل سوء التغذية حقيقة واقعة بالنسبة للكثيرين، وتُفيد المزيد من البلدان عن ارتفاعه.
فما العمل إذن في عالم يقع في قبضة أزمة نظامية؟
يؤمن فلاحو/ات العالم والحركة العالمية من أجل السيادة الغذائية، إيمانًا راسخًا بالحاجة إلى تحول نظامي يحمي علاقتنا التكافلية مع أمنا الأرض، ويضمن العدالة الاجتماعية والسلام والإصلاح الزراعي الشامل الذي يضمن لنا العيش بكرامة والتحرر من الفقر والجوع.
بداية، إننا نطالب بتحول زراعي إيكولوجي يحمي النظم الغذائية المحلية ويعزز إطارًا تجاريًا جديدًا قائمًا على مبادئ السيادة الغذائية.
إننا بحاجة ماسة إلى سياسات عامة تدعم وتنفذ مثل هذا التحول الذي يعطي الأولوية لنماذج الإنتاج الفلاحي والاقتصادات الاجتماعية والتضامنية.
كما نطالب أيضا بحماية الفلاحين-ات والمدافعين-ات عن حقوق الإنسان في أراضينا من العنف الذي يقوض حقوق الإنسان والوصم والتجريم، عبر الإجراءات المدافعة والمطالبة بحقوقنا الواردة في إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الفلاحين-ات وغيرهم من العاملين-ات في المناطق القروية.
لا تؤدي السياسات الزراعية التي تقودها الشركات سوى إلى تفاقم أزمة المناخ، كما يسبب التركيز على المنتجات الزراعية المستوردة اليأس المتزايد بين المزارعين. إننا نطالب باتخاذ تدابير للحد من القوة المتزايدة للشركات في المجالات السياسية في بلداننا وفي المنتديات المتعددة الأطراف.
إننا نطالب بمعاهدة مُلزمة للأمم المتحدة لتنظيم الشركات متعددة الجنسيات، ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان، وإنهاء إفلات الشركات من العقاب، وضمان وصول المجتمعات المتضررة إلى العدالة، بما يتماشى مع اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وغيرها من الصكوك القانونية.
هناك حاجة ماسة إلى إنشاء نظام للاستجابة لتغير المناخ يعترف بالفلاحين-ات كطرف رئيس، خاصة النساء الفلاحات. ومع ذلك، لا تزال الفلاحات في العديد من البلدان والثقافات يفتقرن إلى الاعتراف القانوني. من الضروري تعديل القوانين والسياسات العامة لضمان حقوق الملكية والاعتراف بدورهن التاريخي في الزراعة.
لكل هذه الأسباب، في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، اليوم العالمي للعمل من أجل السيادة الغذائية للشعوب وضد الشركات متعددة الجنسيات، ندعو منظماتنا الإقليمية والمحلية والحلفاء والحركات الاجتماعية والتجمعات إلى التعبئة معًا دفاعًا عن الحياة والغذاء الصحي والسيادي للشعب وحقوق ملايين الفلاحين-ات.
إننا نطالب بتغييرات في السياسات لأجل الابتعاد عن الاعتماد على المنتجات الزراعية المستوردة التي تبعث الكربون، والزراعة التي تحركها الشركات. إننا بحاجة إلى زراعة مستدامة قائمة على السيادة الغذائية، لهذا السبب فإن الإصلاحات الزراعية، كما يسترشد بها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضرورية.
سيشارك وفد عالمي يمثل منظماتنا الأعضاء في مختلف الأنشطة، بما في ذلك التعبئة للدفاع عن التنوع البيولوجي في مؤتمر الأطراف السادس عشر في كالي بكولومبيا، وجلسات الاحتفال بعقد الزراعة الأسرية في روما والجلسة العامة للجنة الأمن الغذائي العالمي إلخ. وسننضم أيضًا إلى الأعمال التحضيرية لمنتدى نييليني Nyéléni العالمي الثالث للسيادة الغذائية والعدالة العالمية والتغيير المنهجي المقرر عقده في عام 2025، وسندعم هذه الأعمال التحضيرية.
إننا نناشدكم من أجل الانضمام إلى هذه التحركات والأنشطة ودعمنا والمساعدة في إيصال أصواتنا.
لنفعلها سوياً!
طوال شهر أكتوبر/تشرين الأول، ندعوكم إلى تنظيم أنفسكم ومشاركة أعمالكم المحلية من أجل السيادة الغذائية معنا. كما ندعوكم أيضًا لبناء تحالفات مع منظماتنا الوطنية والإقليمية والتعريف بنضالاتهم. سنفعل ذلك من خلال بناء الوحدة من تنوعنا.
من أجل التنوع البيولوجي والسيادة الغذائية! أوقفوا هيمنة الشركات وإفلاتها من العقاب في أراضينا!