تقدّم حركة الفلاحين الدّولية (لا فيا كامبيسينا) منشورًا بعنوان “مسار الحركة النّسوية الفلاحيّة والشعبيّة في لا فيا كامبيسينا“ بهدف تعزيز عمليات التدريب وبناء الحركة النسوية الفلاحية والشعبية كأداة سياسية ضدّ العنف والاضطهاد. وتجمع هذه الوثيقة المعرفةَ التاريخية التي راكمتها الحركة النسوية الفلاحية والشعبية؛ لتحديد التحديات السياسية الموجودة حتى اللحظة التاريخية التي نعيشها، لتساهم بدورها في التحليل، والتفكير الجماعي لبناء حركة تعددية تحترم التنوعية.
وينقسم هذا المنشور إلى أربعة فصول: يبحث الفصل الأول فيه ما خاضته النساء سابقًا داخل حركة الفلاحين الدولية وصولًا إلى الحركة النسوية الفلاحية الشعبية كعمل تم بناؤه والوصول إليه بجهد جماعي. أما الفصل الثاني، فيسلط الضوء على دور المرأة في الإعلان العالمي لحقوق الفلاحين الذي اعتمدته الأمم المتحدة ويستخدم كأداة للوصول إلى الحقوق المرجوّة. ويركز الفصل الثالث على الحملة العالمية التي تقوم بها حركة الفلاحين العالمية وهي “إنهاء العنف ضد المرأة”، والطريقة التي تم من خلالها تنظيم الحملة وتطبيقها في مناطق مختلفة. ومن أجل زيادة نشرالأفكار والمناقشات يقدم الفصل الرابع والأخير مجموعة من الأدوات الإفتراضية لتسهيل عمليات التدريب والتواصل.
سعت حركة الفلاحين العالمية منذ بداياتها إلى تشجيع إشراك المرأة الريفية على جميع أصعدة العمل والسلطة، وتمثيل بناء حركة دولية ديمقراطية، واسعة ملتزمة سياسيًا، واجتماعيًا بالدفاع عن الزراعة الفلاحية، والسيادة الغذائية، والنضال من أجل الحفاظ على الأرض، وتحقيق العدالة، والمساواة، والقضاء على جميع أشكال التمييز، والعنف بين الجنسين. لم يكن الاعتراف بمساهمة النساء ومشاركتهن في منظمات الأعضاء بالمهمة السهلة، ولا سيما في ظل وجود النظام الأبوي والتحيز الجنسي المتأصل في المجتمعات، مما كان له أثرًا سلبيًا على جميع أنشطة، وممارسات الرفاق، والمنظمات المنتمية للحركة. وتتحدث نساء حركة الفلاحين الدولية عن ثورتين: يقع على عاتق أحديهما كاهل مشاكل العلاقات بين الجنسين داخل الحركة، أما الثانية فهي أوسع وأشمل، وتهدف إلى إحداث ثورة داخل المجتمعات من أجل تحقيق العدالة، والمساواة، والحرية.