حركة طريق الفلاحين -لا فيا كامبيسينا
بوغوتا، كولومبيا في 3 ديسمبر كانون الأول 2023
على هذه الأرض ما يستحق الحياة والنضال
من رحم الألم والمعاناة، ومن أرض عرفت الاحتلال والاستغلالي واغتصاب الأرض وعرفت الدمار والحروب والمجازر ولاتزال، وبروح المقاومة والنضال والتمرد، بعرق الفلاحين والفلاحات وتشققات أيديهم وتجاعيد وجوهم التي ارتسمت إباءً وشموخا في خدمة الأرض، وانتصارا ووفاءً لتاريخ طويل من نضال الفلاحين والفلاحات والعاملات والعمال الزراعيين والبحارة ومربي الماشية والشباب والنساء والسكان الأصليين المتمسكين بأرضهم والمقاومين للاضطهاد والاستغلال والظلم والقهر في فلسطين والعراق ومصر ولبنان وتونس والمغرب وموريتانيا والسودان وسوريا وكل المنطقة ، وتمسكا بقيم النضال والعزة والإباء لأجل الأرض في فلسطين ، وبعد مسار طويل من العمل النضالي الدؤوب والمنظم، باسم العامل الزراعي والفلاح والبحار والمرأة الريفية المزارعة وكل المنتسبين للأرض، تعلن المنظمات والجمعيات الزراعية بالمنطقة العربية وشمال افريقيا المنخرطة في صلب حركة طريق الفلاحين العالمية لا فيا كامبيسينا تأسيس المنطقة العربية وشمال إفريقيا ARNA منطقة (عاشرة ) جديدة بالحركة تأسيسا نضاليا مقاوما، واستحضارا لمضامين اعلان الامم المتحدة حول حقوق الفلاحين والعاملين في المناطق الريفية، وكافة المواثيق الدولية الضامنة لحقوق في شموليتها وكونيتها تعلن على أساسه المنظمات المنخرطة به على تبنيها لميثاق حركة الفلاحين العالمية ومبادئها وثوابتها وقوانينها ونظامها الداخلي وتؤكد استعدادها للنضال من أجل الأرض وحقوق الفلاحين والعاملين بالأرض والبحر ومن أجل الإصلاح الزراعي الشعبي والشامل والسيادة الغذائية والعدالة المناخية ومناهضة الرأسمالية والامبريالية والصهيونية والأبوية عبر التنظيم والدراسة والاحتجاج وكل الوسائل النضالية السلمية المتاحة.
إن إعلان منطقتنا منطقة جديدة لحركة الفلاحين العالمية لا فيا كامبيسينا يأتي في سياق تاريخي خطير ومعقد يتميز بتصاعد حرب الإبادة الجماعية الصهيونية على غزة وفلسطين. حرب ارتكب فيها الكيان الصهيوني أبشع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من قتل جماعي وتدمير للمباني وحصار لا إنساني بمنع الماء والغذاء والدواء والكهرباء عن 2.3 مليون مواطن ومواصلا لعدوان همجي بربري أدى إلى مقتل ما يزيد عن 14000 ألف فلسطيني نصفهم نساء وأطفال وجرح 40 ألف وتهجير 1.5 مليون من بيوتهم وتدمير 50 ألف بيت. يحدث كل ذلك وسط صمت دولي متواطئ ودعم واسناد للكيان الغاصب من قبل القوى الامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وتواطؤ مكشوف لأنظمة الفساد والاستبداد بالمنطقة. لكن هذه الحرب جوبهت في المقابل بغضب شعبي عارم في المنطقة وعبر العالم من كل أحراره، انتصر لفلسطين والحق الفلسطيني وشد أزر المقاومة وايضا بدعم الحكومات اليسارية في أمريكا اللاتينية التي طردت سفراء الكيان الصهيوني وعلى رأسها كولومبيا التي تستضيف مؤتمرنا وبوليفيا والهندوراس.
وحرب الابادة على غزة تأتي ضمن مسار طويل من الاحتلال واغتصاب الأرض الفلسطينية والعدوان المستمر الممتد على مدى ٨ عقود منذ نكبة 1948 ومنذ أزيد من قرن على وعد بلفور المشؤوم1917 الذي وعدت فيه بريطانيا الامبريالية بأرض فلسطين التي لا تملكها للحركة الصهيونية وسلمتها للمغتصبين الصهاينة. وقد عانى الشعب الفلسطيني طوال 75 سنة، في كل أرض فلسطين، كل صنوف الاضطهاد والعذاب من قتل وتقتيل جماعي ومجازر وتهجير واغتصاب للأرض وتدمير للبيوت واقتلاع للأشجار وتخريب للمزارع واعتقال وتعذيب دون محاكمة .
هذه الحرب وهذا التاريخ الطويل من الاحتلال لفلسطين يجعل من قضية التحرر الوطني الفلسطينية وتحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر في صدارة اهتمامات المنطقة العربية وشمال إفريقيا بكل تنظيماتها وعلى رأس جدول أعمالها وأولى اولوياتها نضالا وحشدا وتعبئة حتى التحرير.
كما يأتي هذا الإعلان عن ميلاد المنطقة في ظل تواصل الحرب في اليمن وفي ليبيا والسودان واستمرار تداعيات الحرب على سوريا والعراق بهدف تقسيمها وفق مخطط الشرق الوسط الجديد مما يجعل منطقتنا منطقة حرب تهدد فيها سلامة الإنسان والبيئة والأرض. وهو ما يجعل نضالنا من أجل السلم ووقف الحرب الإمبريالية والحروب الأهلية في هذه البلدان من الأولويات القصوى.
ويزداد الظرف تعقيدا في المنطقة في ظل اشتداد الهجمة الإمبريالية النيوليبرالية من القوى الإمبريالية الكبرى والشركات المتعددة الجنسيات على شعوب المنطقة لأجل استغلال ثروات أرضنا ونهب خيراتنا ما يضعف قدرات هذه البلدان على تحقيق سيادتها الغذائية وفرض سيادتها على أرضها وهو ما يجعل نضال الفلاحين والعاملات والعمال الزراعيين والبحارة وعموم القرويين والقرويات من أجل سيادتهم على الأرض وضد هيمنة الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات التي تفتك الأراضي الخصبة وتضرب حق الفلاحين في فلح أرضهم وتخريبها بالأسمدة والمواد الكيميائية والصناعات الاستخراجية.
يأتي كل ذلك في ظل سياسات فلاحية حكومية عميلة للقوى الامبريالية والشركات المتعددة الجنسيات، لا تخدم مصالح الفلاحين وعموم السكان بل تخدم مصالح تلك الشركات الكبرى والقوى الاستعمارية تقوم على توريد القمح وعدم التعويل على الذات لتحقيق السيادة على الغذاء والتركيز على الزراعات الموجهة للتصدير ذات الحاجة الكثيفة للماء ما يضر بالأرض ويستنفذ الموارد المائية ويهمل الأراضي الخصبة او يفوتها لكبرى الشركات لاستغلالها فيما لا ينفع السكان المحليين ،وهو ما يجعل النضال من أجل الإصلاح الزراعي والتصدي للسياسات الفلاحية التابعة والقطع مع الزراعات التصديرية وتركيز نمط زراعي ايكولوجي يشجع الزراعات المحلية والعائلية القائمة على الأساليب المنبثقة من الخبرات والتجارب والتراكمات المعرفية المحلية ويحقق السيادة الغذائية والعدالة المناخية ويحمي الأرض والبيئة من المهام الملحة أيضا . ان هذه السياسات تسبب في تفقير وتهجير شباب المنطقة وتدفعهم الى الموت بالآلاف في البحر حالمين بجنة اوروبا حيث يعانون الاستغلال والعنصرية.
كل هذه الظروف وغيرها مما لا يتسع له الإعلان تتطلب مزيدا من التنظيم وذلك بمزيد استقطاب الحركات الاجتماعية والتنظيمات النقابية والجمعيات الزراعية التي تنظم صغار الفلاحين والمزارعين والبحارة والنساء الريفيات والشباب والسكان الأصليين والمدافعة عن اهداف ومبادى وقيم حركة فياكابيسينا وعلى دعمها وتقويتها وقبل كل ذلك دعم قدرات هذه الفئات في حد ذاتها من أجل التنظيم الذاتي واكتساب القوة التنظيمية التي تؤهلهم للدفاع عن أرضهم ومصالحهم.
إن نضالنا وإن كان مرتبطا شديد الارتباط بخصوصيات المنطقة العربية وشمال إفريقيا متجذرا في أرضها وأصولها وعروقها فإنه منفتح بقوة على كل العالم فهو نضال أممي يستمد قوته بعولمة النضال وعولمة الأمل بمد جسور التضامن والتعاون مع كل مناطق حركة الفلاحين العالمية ومنظماتها.
فلتكن المنطقة العربية صوتا نضاليا قويا من أجل الأرض والحرية والتحرير والسيادة على الغذاء والإصلاح الزراعي والانصاف الاجتماعي والمجالي والعدالة المناخية والدفاع عن حقوق الفلاحين والفلاحات والعاملات والعمال الزراعيين والبحارة وسائر العاملين بالأرض والبحر وعموم المضطهدين والمهمشين.
ولتكن جهدا نضاليا قويا يعزز حركة الفلاحين العالمية ويعطيها دفعا ايجابيا جديدا.
الحرية والتحرير لفلسطين.
السلم والرفاه لشعوب السودان واليمن وليبيا وسوريا والعراق وكل شعوب المنطقة والعالم.
المجد لنضالات الفلاحين والفلاحات والعاملات والعمال الزراعيين وكل عمال الارض والبحر بالمنطقة العربية وشمال إفريقيا.
لنعولم النضال لنعولم الأمل.
عن المنطقة العربية وشمال إفريقيا بحركة طريق الفلاحين العالمية لا فيا كامبيسينا
المنظمات العضوة المشاركة في المؤتمر
- اتحاد لجان العمل الزراعي، النقابة العامة لعمال الفلاحة والتصنيع الغذائي– فلسطين
- جمعية المليون ريفية وبدون أرض – تونس
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي – المغرب
- ائتلاف صغار الفلاحين المصريين – مصر
- تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل – السودان
- نقابة المزارعين الموريتانيين، نقابة الأرض للفلاحين الموريتانيين – موريتانيا