عولمة الأمل، وعولمة النضال!
حركة الفلاحين الدولية (لا فيا كامبيسينا) هي حركة دولية تجمع بين ملايين الفلاحين والمزارعين الصغار ومتوسطي الحجم، والأفراد من غير ملاك الأراضي، والنساء والشباب القرويين، والسكان الأصليين، والمهاجرين، والعاملين في الزراعة من كل أنحاء العالم. وقد تأسست على أساس قوي من الوحدة والتضامن بين هذه المجموعات، فهي تدافع عن الزراعة الفلاحية سعيًا لتحقيق السيادة الغذائية، كطريقة لتعزيز الكرامة والعدالة الاجتماعية، كما أنها تعارض وبشكل كبير الزراعة التي تقودها الشركات الربحية لما في ذلك من تدمير للعلاقات الاجتماعية وللطبيعة على حد سواء. وتؤدي النساء دورًا جوهريًا في حركة الفلاحين الدولية، إذ ينتجن ما نسبته ٧٠٪ من الغذاء في العالم، ومع ذلك فهنّ يتعرضن للتهميش والظلم نظرًا للنيوليبرالية والنظام الأبوي؛ ولذلك، تدافع الحركة أيضًا عن حقوق المرأة وعن المساواة بين الجنسين، وتكافح كافة أنواع العنف المتخذة ضد النساء. فنجد المزارعين الشباب أهم ما يلهم هذه الحركة، إذ يجمعهم التزامهم في النضال التاريخي لتحرير شعوبنا وتحسين واقعنا؛ فهم يساهمون في تحسين السيادة الغذائية حول العالم.
تتكون حركة الفلاحين الدولية من ١٨٢ منظمة محلية وقومية في ٨١ دولة من أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، والأمريكيتين، وتمثل جميعها ما يقارب ٢٠٠ مليون مزارع، وتقوم الحركة على أساس الاستقلالية، والتعددية، وتعددية الثقافات. ففي حين تتسم مطالبها بالسياسية للعدالة الاجتماعية، إلا أنها مستقلة من أي حزب سياسي، أو اقتصادي، أو غيره من الانتماءات.
تأسست الحركة في عام ١٩٩٣
تأسست الحركة على يد مجموعة من الممثلين -من النساء والرجال- من أربع قارات في عام ١٩٩٣، في مونس، المدينة البلجيكية. في ذلك الحين، كانت تجرى عولمة السياسات الزراعية والأعمال التجارية الزراعية، ولذلك احتاج المزارعون الصغار لتطوير رؤية ونضال مشتركين للدفاع عنها. كما أرادت منظمات المزارعين الصغار إسماع صوتهم والمشاركة مباشرةً في القرارات التي من شأنها أن تؤثر على حياتهم.
نضالنا
- الدفاع عن السيادة الغذائية، والنضال من أجل الأرض والإصلاحات الزراعية
أطلقت الحركة رؤيتها السياسية ل”السيادة الغذائية” في مؤتمر القمة العالمي للأغذية الذي عقد عام ١٩٩٦. فالسيادة الغذائية هي حق الشعوب لغذاء صحي وملائم ثقافيًّا ينتج عن طريق أساليب سليمة بيئية ومستدامة، وحقها في تحديد نظمها الغذائية والزراعية فهو يضع أولئك الذين ينتجون ويوزعون ويستهلكون الغذاء في قلب النظم والسياسات الغذائية بدلًا من مطالب الأسواق والشركات. كما أنّها تطوّر نموذجًا من الإنتاج على المستوى الصغير لإفادة المجتمعات وبيئاتها، فتجعل السيادة الغذائية من الإنتاج والاستهلاك الغذائي المحلي أولويةً، لتعطي الدولة الحق لحماية منتجيها المحليين من الواردات الرخيصة، وللتحكم بإنتاجها.
كما يشمل النضال للأرض والإصلاحات الزراعية الحقيقية التي من شأنها إحقاق حقوق استخدام وإدارة الأراضي، والمناطق، والمياه، والبذور، والثروة الحيوانية، والتنوع الحيوي بيد منتجين الغذاء بدلًا من كونها تخضع لسيطرة القطاع التجاري.
2. تشجيع الزراعة الإيكولوجية والدفاع عن بنك البذور المحلية
تعتبر حركة الفلاحين الدولية الإيكولوجيا الزراعية شكلًا رئيسيًّا من أشكال مقاومة النظام الاقتصادي الذي يقدم الربح على الحياة. وتقر بأن صغار المزارعين، بمن فيهم الفلاحين، وصيادي الأسماك، والرعاة، والسكان الأصليين، الذين يشكلون ما نسبته نصف سكان العالم، قادرون على إنتاج الغذاء لمجتمعاتهم، وإطعام العالم بطريقة مستدامة وصحية.
ولأن البذور هي ركيزة لا غنى عنها لإنتاج الغذاء، وأساس التكاثر الإنتاجي، والاجتماعي، والثقافي، نجد الحركة تعزز حقوق المزارعين في استخدام بذور الفلاحين، وتطويرها، وإعادة إنتاجها، وتحارب محاولات الشركات في السيطرة على تراثنا المشترك.
3. تعزيز حقوق الفلاحين والنضال ضد تجريم الفلاحين
تؤثر زيادة النزوح، والتجريم، والتمييز على الفلاحين على مستوى العالم. حيث تواصل الشركات عبر الوطنية انتهاك الحقوق الأساسية، مع الإفلات الكامل من العقوبات، بينما يستمر تجريم الأشخاص الذين يكافحون من أجل الدفاع عن حقوق مجتمعاتهم، بل ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى قتلهم.
وتشجّع حركة الفلاحين الدولية على الإعلان العالمي بشأن حقوق المزارعين وغيرهم من العاملين في المناطق القروية، والذي يشتمل على الحق في الحياة، والحصول على مستويات معيشة مناسبة، والحق في الأرض، والإقليم، والبذور، والمعلومات، والعدالة، والمساواة بين النساء والرجال.
هيكل لامركزي
حركة الفلاحين الدولية هي حركة جماهيرية شعبية، تنبع حيويتها وشرعيتها من منظمات الفلاحين الشعبية. تقوم الحركة على أساس لامركزية السلطة بين جميع مناطقها، وتتناوب السكرتارية الدولية وفق القرار الجماعي الذي يصدره المؤتمر الدولي كل أربع سنوات. كان مقرها الأول يقع في بلجيكا (1993-1996)، ثم في هندوراس (1997-2004)، ثم في إندونيسيا (2005-2013)، ثم اتخذت هراري في زيمبابوي مقرا لها منذ عام 2013.
ويعتبر المؤتمر الدولي، الذي يعقد كل أربع سنوات، المكان الأعلى لإجراء المناقشات السياسية، واتخاذ قرارات الحركة؛ حيث يتم تحديد الإجراءات والأجندة المستقبلية فيه، وقد نُظّمت ستة مؤتمرات دولية من هذا القبيل منذ عام 1993.
وتساعد المساهمات من الأعضاء والتبرعات الخاصة والدعم المالي لبعض المنظمات غير الحكومية والمؤسسات والسلطات العامة في جعل هذا العمل ممكنًا.
شاركونا أعمالنا
- الثامن من آذار/مارس: اليوم العالمي للمرأة – تشارك حركة الفلاحين الدولية الحركات النسوية والحركات الاجتماعية للمطالبة بالحقوق المتساوية بين الجنسين.
- السابع عشر من نيسان/أبريل: يوم الفلاح العالمي – تنظم مجموعة متنوعة من المجموعات، والمجتمعات، والمنظمات أعمالًا مباشرة، وفعاليات ثقافية، ومؤتمرات، وعروض أفلام، وحوارات على مستوى المجتمع، ومسيرات.
- العاشر من أيلول/سبتمبر: يوم النضال الدولي ضد منظمة التجارة العالمية – اليوم الذي يخلد ذكرى السيد لي كيون هاي، المزارع الكوري الجنوبي الذي ضحّى بنفسه خلال احتجاج جماهيري ضد منظمة التجارة العالمية في كانكون بالمكسيك عام 2003، والذي كان يحمل لافتة كتب عليها “منظمة التجارة العالمية تقتل المزارعين”.
- السادس عشر من تشرين أول/أكتوبر: اليوم الدولي للعمل من أجل السيادة الغذائية للشعوب وضد الشركات عبر الوطنية – ويتضمن الإجراءات، والأنشطة المباشرة التي تقام في جميع أنحاء العالم للدفاع عن السيادة الغذائية وحقوق الفلاحين.
- الخامس والعشرون من تشرين ثان/نوفمبر: اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة – تنضم حركة الفلاحين الدولية إلى الحركات النسائية للمطالبة بالعدالة، وحياة خالية من العنف في جميع المجالات للنساء، والفتيات.
- الثالث من كانون أول/ديسمبر: اليوم العالمي لعدم استخدام مبيدات الآفات – حيث تقف الحركة متضامنة مع مكافحة استخدام المواد السامة في الزراعة والمواد الكيميائية التي تقدمها الصناعات الزراعية بشكل متزايد.