فلسطين تئن ويُباد شعبها: المطلوب تحرك فعلي يتخطى بيانات التضامن والتنديد!
لليوم الـ 312 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال النازي حربه الوحشية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية. حتى الآن، ارتقى ما يناهز الـ 40 ألف شهيد، وثلاثة أضعاف هذا الرقم جُرحوا وفُقدوا، إلى جانب الخسائر الهائلة الأخرى التي لا يمكن حصرها أو ذكرها، والتي فاقت من حيث وحشيتها ما حصل لمدينتي ستالينغراد وهانوي وغيرها من المدن حول العالم التي تعرضت لقصف وتدمير.
يتعمد الغزاة المحتلون، ومن خلفهم طغاة كثر، استهداف كل ما هو حي أو ما يمكن أن يشكل مقوماً للصمود. لذا، قصف الطغاة أنظمة الغذاء في غزة، ودمروا المزارع والحقول والمستشفيات والمدارس والجامعات، واغتالوا آلاف الفلاحين المنتجين مع أسرهم، وقتلوا آلاف الطلبة والعمال والمثقفين والعلماء والأطباء بشكل ممنهج، مخطط، ومنسق، وبمشاركة تحالف دولي مجرم مزيف يدعي الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان! كذلك دفعت عشرات الاف النساء والأمهات الفلسطينيات حياتهن أو تركن يصارعن جراحهن وينكل بهن المرض وقلة الدواء والإفقتار لأبسط الاحتياجات كباقي نساء الأرض في محاولة للقضاء على أحد أهم مصادر عزة الشعب الفلسطيني وهي المرأة الفلسطينية المنجبة للأجيال والمستقبل!
ونحن أمام هذا المشهد الرهيب، نتساءل: كم يجب أن يبلغ عداد الموت والقتل من الفلسطينيين كي يتوقف هذا العالم المزيف عن هذه الإبادة التي تقتل الفلسطينيين كل يوم وتقتلنا ألف مرة كل يوم، وتهين كراماتنا وتمس كبرياءنا في مقتل، وتتركنا بلا كرامة ولا نخوة أو إنسانية!
نعم، يُقتل الفلسطينيون بالجملة وعلى دفعات على مرأى ومسمع هذا العالم الأعمى والأعرج والأطرش، لا لشيء سوى لأنهم يرفضون الاستسلام والخنوع والذل، ويقدمون الموت بكرامة على ما سواه في مشهد قل نظيره في التاريخ الحديث! يُنكّل بأسراهم بطرق وحشية سادية لا توصف، وتُقطع أوصالهم ويُسلخ لحمهم وهم أحياء، وما كلت لهم عزيمة ولا رجفت لهم أرجل، وظلت جباههم عالية وعلت أرجلهم على رقاب جلاديهم!
إننا في حركة طريق الفلاحين (الفيا كامبسينا) في المنطقة العربية وشمال إفريقيا، ندعو الشرفاء والأحرار وجموع فلاحينا في منطقتنا خاصة، وفي العالم عامة، إلى:
- ندعوكم لتقديم الغذاء والماء للشعب الفلسطيني الذي يُجوّع ويُعطش أطفاله ونساؤه وشيوخه، ويُمنع عنهم الطعام والشراب والدواء في محاولة بائسة لتركيعه، كما ندعوكم للتبرع السخي لدعم حملات إغاثة وإسناد أهلنا في غزة وعلى نطاق واسع!
- ندعوكم إلى تنظيم ما استطعتم من حراك وتواجد في الشوارع، وسد المنافذ على وكلاء ومصالح مجرمي الحرب وداعميهم، وإلى الانخراط على نطاق واسع في التحركات والشبكات والتحالفات الدولية التي تقود أفعالاً وأنشطةً غير مسبوقة لمحاصرة مجرمي الحرب الصهاينة وقطع طرق الإمداد عنهم، سواء كان ذلك براً أو بحراً أو جواً والعمل بكل قوة للضغط من أجل محاسبة حكومة الاحتلال النازية على جرائمها وملاحقة قادة الاحتلال وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب وهو ما ظل يحصل على مدار عقود ما شجع على ارتكاب المزيد من المجاز والإبادة!
عاشت نضالاتنا المشتركة وعاشت سواعد فلاحي فلسطين القابضين على الجمر وما كلّت لهم عزيمة!
آب أغسطس 2024